ان صدق المنام فيعقوب و يوسف عليهما السلام رموز في المنام يمثلان والد المهدي و إبنه الامام، و سياق الرؤيا جاء مخالفا لقصص سورة يوسف من حب يعقوب عليه السلام لابنه يوسف عليه السلام و حزنه الشديد لفقدانه.
و الأمر الثاني في الرؤيا هو ضرب يعقوب عليه السلام لابنه يوسف في وجهه و هذا محرم في الاسلام.
وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ ). رواه البخاري (2560) ومسلم (2612)
روى مسلم في صحيحه (2616) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ).
قال النووي : " فِيهِ تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم , وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه .
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه ) مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد ,
إذن تعبير المنام هو ان المهدي عانى من أذى نفسي او معنوي او جفاء من والده و الأذى النفسي أقوى تدميرا من التعنيف الجسدي خاصة في حالة المهدي حيث كل أمور دينه و دنياه معطلة بسبب الاسحار و الاسقام. و تكالب النفس و الشياطين في حربهم ضد الامام عليه السلام.
.تصرف الاب قد يكون مرده دفع المهدي للبحث عن مسالك للرزق او ايجاد حلول لحالة الجمود في حياته.
الامر الثاني لو ربطنا بين هذا المنام و منامات اخرى صادقة يتبين لنا ان المهدي أقرب لأمه من أبيه و في هذا المنام ظهر أب المهدي على قيد الحياة وقت المنام لان بعض المعبرين يبنون تعبيراتهم على أساس يتم المهدي او وفاة أبيه.
الامر ليس فيه تواتر.
و الله أعلم.
_________________