رند الناصري كتب:
وعليك السلام أخي الكريم
جزاك الله خيرا
سأكتب الملخص بإذنه تعالى
ففي الحديث الأول بعد عهد النبوة
وهو عهده (صلى الله عليه وسلم)
تأتي أربعة مراحل :
- خلافة على منهج النبوة (الخلفاء الراشدين)
- مُلْك عاضًّ (الأموي والعباسي والفاطمي والعثماني)
- مُلْك جَبْرِيَّا (الرؤساء والحكام بالانتخابات والملوك)
- خلافةً على مِنهاجِ النبوة
وفي حديث الفتن فهناك 3
فتنة الأحلاس
وفتنة السراء
وفتنة الدهيماء
ثم ذكر (صلى الله عليه وسلم) وصفا عجيبا
فمع أن فتنة الدهيماء الرابعة تسلم الناس إلى الدجال
إلى أن النبي لم يقل (ثم فتنة الدجال)
بل قال (فانتظروا الدجال من يومه أو غده)
وهذا يعني أن فتنة الدهيماء والدجال
ستكون فتنتان متزامنتان في وقت واحد
أو الثانية تلحق بالأولى بوقت قريب
وهنا قد ينبري سؤال
هل يمكن أن يكون المهدي هو الدهيماء ؟
لنرى الأدلة الشرعية
منها أن المال والأولاد فتنة بنص القرآن الكريم
ومنها قوله تعالى
(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس)
قيل إن الرؤيا هنا هي الإسراء والمعراج
لأنها كانت آية ميزت بها شديدي الإيمان من ضعافهم
وقيل هي رؤيا رآها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في تلك الليلة
وكذلك الآيات قد تكون فتنة كناقة صالح
(إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله عز و جل
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة }
إلى قوله
{ و الله بما تعملون بصير }
نزل في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة و من معه إلى كفار قريش يحذرونهم
و قوله تعالى :
{ إلا قول إبراهيم لأبيه }
نهوا أن يتأسوا باستغفار إبراهيم لأبيه فيستغفروا للمشركين
و قوله تعالى :
{ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا }
لا تعذبنا بأيديهم و لا بعذاب من عندك فيقولون : لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم
والناس بالعموم كل واحد منهم فتنة للآخر
لقوله تعالى
(وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون)
والدنيا دار بلاء وامتحان
وقد أراد سبحانه أن يجعل بعض العبيد فتنة لبعض
وذلك في جميع الناس مؤمن وكافر
فالصحيح فتنة للمريض
والغني فتنة للفقير
والفقير الصابر فتنة للغني
فكل واحد مختبر بصاحبه
وعلى غير المبتلى أن يواسي أخيه
لا أن يسخر منه
ولا يحسده
ولا يأخذ منه إلا ما أعطاه
وأن يصبر كل واحد منهما على الحق (أتصبرون)
وحتى الرسول المخصوص بكرامة النبوة
فهو فتنة لأشراف الناس من الكفار في عصره
وكذلك العلماء وحكام العدل
ألا ترى إلى قولهم:
( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)
الخلاصة
نستنتج أن الفتنة قد تكون المال
أو الولد
أو المنصب
او العلم
أو شخص بعينه (حسب صفاته الدينية أو الدنيوية)
ولا يمكن أن تكون هناك فتنة في عهد المهدي
قبل الدجال
لأن عصر المهدي هو عصر عزة بالدين وعدل وقسط
إلا أن يكون هذا الشخص هو نفسه فتنة لغيره
فهو فتنة لمن يقول أنا أعلم منه
ولمن يقول أنا أشرف منه
ولمن يقول أنا أولى منه
ولمن يقول أنا أغنى منه
ولمن يقول أن أكثر عزوة منه
ولمن يقول أنا أعلى سلطانا منه
وكلها حصلت في زمن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)
والسنن تتكرر
ولن تجد لسنة الله تحويلا ولا تبديلا
هذا والله أعز وأعلم
السلام عليك