السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------
نقلا من تفسير القرطبي
---------
قوله تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا. إلا أن يشاء الله)
فيه مسألتان: الأولى- قال العلماء:
عاتب الله تعالى نبيه عليه السلام على قوله للكفار حين سألوه عن الروح والفتية وذي القرنين:
غدا أخبركم بجواب أسئلتكم، ولم يستثن في ذلك.
فاحتبس الوحي عنه خمسة عشر يوما
حتى شق ذلك عليه وأرجف الكفار به، فنزلت عليه هذه السورة مفرجة.
وأمر في هذه الآية ألا يقول في أمر من الأمور إني أفعل غدا كذا وكذا، إلا أن يعلق ذلك بمشيئة الله عز وجل
حتى لا يكون محققا لحكم الخبر، فإنه إذا قال: لأفعلن ذلك ولم يفعل كان كاذبا،
وإذا قال لأفعلن ذلك إن شاء الله خرج عن أن بكون محققا للمخبر عنه
----------
قال تعالي
واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا (24)
قال الشعراوي الأتي
أي: على فرض أنك نسيت المشيئة ساعة البدء في الفعل، فعليك أن تعيدها ثانية لتتدارك ما حدث منك من نسيان في بداية الأمر