السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------
إن الله تعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم فيخبره
بأن الحسنة من الله تعالى،
إذ هو الآمر بقولها أو فعلها وموجد أسبابها الموفق للحصول عليها،
أما السيئة فمن النفس،
إذ هي التي تأمر بها،
وتباشرها مخالفة فيها أمر الله أو نهيه،
فلذا لا يصح نسبتها إلى الله تعالى
وهي قوله تعالى:
{ مآ أصابك من حسنة فمن الله
ومآ أصابك من سيئة فمن نفسك
وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا}
{النساء : 79 } .
خوطب الرسول بهذا؛
لأنه سيد ولد آدم . وإذا كان هذا حكمه،
كان هذا حكم غيره بطريق الأولى والأحرى
{ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون (42)
فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون (43)
فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44)
فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين (45) }
{وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون (94)
ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون (95)}
سورة الأعراف