السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------
قوله تعالي
{ ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } .
وقد صح أن هذه الآية الكريمة نزلت فى شأن أبى بكر - رضى الله عنه - عندما أقسم أن لا يعطى مسطح بن أثاثة شيئا من النفقة أو الصدقة .
وكان مسطح قريبا لأبى بكر . وكان من الفقراء الذين تعهد - أبو بكر رضى الله عنه - بالإنفاق عليهم لحاجتهم وهجرتهم وقرابتهم منه .
وقوله : { ولا يأتل } أى : ولا يحلف . يقال : آلى فلان وائتلى .
إذا حلف ومنه قوله - تعالى - : { للذين يؤلون من نسآئهم . . . }
أى : يحلفون .
أى : ولا يحلف
" أولوا الفضل منكم والسعة "
أى أصحاب الزيادة منكم فى قوة الدين . وفى سعة المال
" أن يؤتوا أولى القربى . . "
أى : على أن لا يعطوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله ، شيئا من أموالهم .
فالكلام فى قوله : " أن يؤتوا " على تقدير حرف الجر ،
أى : لا يحلفوا على أن لا يؤتوا ، وحذف حرف الجر قبل المصدر المنسبك من أن وصلتهما مطرد ،
ومفعول " يؤتوا " الثانى محذوف . أى :
أن يؤتوا أولى القرى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله ،
النفقة التى تعودوا أن يقدموها لهم .