السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------
ضلال المستغنين بالقرآن عن السنة
ومن المؤسف أنه قد وجد في بعض المفسرين والكتاب المعاصرين
من ذهب إلى جواز ما ذكر في المثالين الأخيرين
من إباحة أكل السباع ولبس الذهب والحرير اعتمادا على القرآن فقط
بل وجد في الوقت الحاضر طائفة يتسمون ب (القرآنيين)
يفسرون القرآن
بأهوائهم وعقولهم دون الاستعانة على ذلك بالسنة الصحيحة
بل السنة عندهم تبع لأهوائهم
فما وافقهم منها تشبثوا به وما لم يوافقهم منها نبذوه وراءهم ظهريا.
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم
قد أشار إلى هؤلاء بقوله في الحديث الصحيح:
" لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري
مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول:
لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه "
[رواه الترمذي]. وفي رواية لغيره:
" ما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا وإني أتيت القرآن ومثله معه ".
وفي أخرى:
" ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ".
فهذا الحديث الصحيح يدل دلالة قاطعة على أن الشريعة الإسلامية
ليست قرآنا فقط
وإنما هي قرآن وسنة، فمن تمسك بأحدهما دون الآخر،
لم يتمسك بأحدهما،
لأن كل واحد منهما يأمر بالتمسك بالآخر كما
قال تعالى:
{من يطع الرسول فقد أطاع الله .. }
[النساء: 80]
وقال:
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}
[النساء: 65]
وقال:
{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا
أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}
[الأحزاب: 36]
وقال: { .. وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. }
[الحشر: 7]