هذا البحث بحول الله سيكون تمهيد للرد على شبهة مفادها ان المهدي حاكم الجن و يسخرهم و يجندهم ، تم نشرها جهلا تارة من بعض من ينتسبون لاهل السنة في مواقعهم سواء كانوا معبرين او اعضاء بسطاء، و تارة تدليس أو غلوا من غلاة الصوفية او دجاجلة روحانيين يتعاملون مع الشياطين و يسمونها فتوحات ربانية.
1. معجزات سليمان عليه السلام : "
اختص الله عز و جل سليمان عليه السلام بمعجزات إثبات لنبوته عليه السلام و تحدي المشركين و الكفار بمعجزات تخالف السنن الكونية و يعجز معها الانس و الجن عن الاتيان بها
حيث آتاه الله العلم والحكمة وعلمه منطق الطير والحيوانات وسخر له الرياح والجن و إذابة النحاس
والمعجزات هي: الأولى: عُلِّم منطق الطير،
يقول الله تبارك وتعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [النمل: 15-19]،
، فكان له القدرة أن يسمع ويفهم الطيور وهي تكلم بعضها، وعُلِّم لغة الحشرات فأصبح يسمع الحشرات وهي تكلم بعضها وتصل ذبذبات الصوت إلى أذنه،
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) ورثه في النبوة والملك.. ليس المقصود وراثته في المال، لأن الأنبياء لا يورثون. إنما تكون أموالهم صدقة من بعدهم للفقراء والمحتاجين، لا يخصون بها أقربائهم. قال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: "نحن معشر الأنبياء لا نورث
لقد آتى الله سليمان –عليه السلامء ملكا عظيما، لم يؤته أحدا من قبله، ولن يعطه لأحد من بعده إلى يوم القيامة. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سليمان (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي). لنتحدث الآن عن بعض الأمور التي سخرها الله لنبيه سليمان عليه السلام. لقد سخر له أمرا لم يسخره لأحد من قبله ولا بعده.. سخر الله له "الجن".
المعجزة الثانية: تسخير الجن له: (وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) (ص/ 37)، الشياطين أصبحت مسخرة لسيدنا سليمان، منهم الذي يبني ومنهم البحارة الذين ينزلون إلى أعماق البحار ليستخرجوا اللؤلؤ. يقول الله تبارك وتعالى واصفاً هذا العمل الذي كان يقوم به سليمان: (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ) (سبأ/ 12-13)، يستخدم الجن في عمل المساجد: (مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ)، وهي وقتها لم تكن محرمة: (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ)، أي: الآنية التي تستخدم للشرب: (وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ) (سبأ/ 13)، مثل العمارة الموضوع تحتها عواميد لتمسكها، كلّ هذا كان من عمل الجن يعني: لم يستخدم الجن في الخرافات لكن استخدم الجن لنصرة الله تبارك وتعالى ولنصرة دين الله وهذه كانت خصوصية لسليمان (عليه السلام)، ولا يجوز لأحد أن يسخّر الجن بعد ذلك، يقول الله تبارك وتعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ) (الجن/ 6)، يعني: يستعينون، (بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (الجن/ 6)، أرهقوهم إرهاقاً شديداً وجعلوا حياتهم نكداً، وما من أحد استعان بالجن إلا ومات بعد ذلك ميتة سيئة شديدة.
المعجزة الثالثة: تسخير الريح له، يقول الله تبارك وتعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ) (ص/ 36)، يشير للريح ويقول: شد هذه السحابة من هنا والقها على قرية لا يوجد فيها زرع، واستخدم حتى الريح لنصرة الإسلام.
المعجزة الرابعة : إسالة النحاس
قال الله عز و جل : " (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) "
حدثنا ابن بشار قال ثنا حماد قال ثنا قرة عن الحسن بمثله.
وقوله (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) " يقول: وأذبنا له عين النحاس، وأجريناها له.
حدثنا ابن بشار قال ثنا حماد قال ثنا قرة عن الحسن بمثله.
وقوله(وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) " يقول: وأذبنا له عين النحاس، وأجريناها له.
موهبة سليمان:
أنّ الله تبارك وتعالى أعطى له موهبة جميلة جدّاً، إلى جانب كلّ هذه النِعَم التي أعطاها الله له، وهي أيضاً موهبة القدرة على الحكم والقضاء لدرجة أنّه كان يرد سيدنا داود (عليه السلام) في حكمه رغم أنّه ابنه، فيضرب لنا القرآن مثالاً وأيضاً تورد الأحاديث النبوية تورد لنا نماذج لأحكامه، يقول الله تبارك وتعالى: (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ...) (الأنبياء/ 78ء79)، ما الموضوع؟ الموضوع أنّ سيدنا داود (عليه السلام) جاء له اثنان حدث بينهما مشكلة، أحدهما عنده أرض زراعية والثاني عنده غنم، فالرجل صاحب الغنم نسي ليلاً أن يغلق الباب عليهم، فدخلت وأكلت من حرث الرجل صاحب الزرع، فحكم داود لصاحب الزرع بأن يأخذ الغنم مكان الأرض التي بارت، حكمه صحيح أنت أفسدت له الزرع بالغنم فيأخذ من غنمك، وخرج الاثنان فقابلهما سيدنا سليمان فسألهما: ماذا حكم لكما داود؟ فقالا له: حكم لنا بكذا وكذا، يقول الله – عزّ وجلّ –: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ)، أتى بحكم أحسن من هذا، حكم بأمر جميل جدّاً وهو أن يأخذ صاحب الزرع الذي فسد الغنم ليحلبها ويستفيد منها، وعلى صاحب الغنم أن يأخذ أرض صاحب الزرع ليزرعها له مرة أخرى وينميها له، وبمجرد أن ترجع الأرض كما كانت يسترد الرجل غنمه، انظر لحكم سيدنا داود (عليه السلام)، ليس خطأ لكن هناك الأفضل منه، فذكر الله تبارك وتعالى هذه القصة في القرآن ليقول لنا: أنت أيضاً استخدم عقلك وذكاءك فالعقل والطنة وفهم الأمور من الإسلام ومن الدين.
عليّ بالسكين:
هناك قضية أخرى حكم فيها سيدنا سليمان (عليه السلام) حكماً جميلاً وهي في حديث يرويه البخاري وهو: أنّ هناك اثنتين من النساء كلّ واحدة منهما أنجبت طفلاً رضيعاً، فالسيدة الكبرى ابنها الرضيع مات فخطفت ابن الصغرى وقالت: هو ابني وكادت أمه الحقيقية وهي – الصغرى – تجن؛ لأنّ ابنها أُخِذَ منها وأصبح مع السيدة الأخرى، فقال سليمان ( (عليه السلام)): إن اختلفتما عليّ أشقه بالسكين لكما نصفين فإذا بواحدة منهما قامت بسرعة وقالت: لا، دعه يحيا، هو لها هو لها، قال: فأنتِ أمه،
___
و الله اعلم
_________________