سالي مجلس الفرسان
المساهمات : 4628 تاريخ التسجيل : 25/10/2017 الموقع : وَ لَيَنصُرَنّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ ..
| موضوع: " الأعمال بالنيات و لكل امرىء ما نوى " الجمعة نوفمبر 15, 2019 2:03 pm | |
| " الأعمال بالنيات و لكل امرىء ما نوى "
؛ عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرىء ما نوى
فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .. متفق عليه و اللفظ للبخارى ..
* النيات جمع نية و هى القصد و عزم القلب على أمر من الأمور , الهجرة هى مفارقة دار الكفر إلى دار الإسلام خوف الفتنة و قصداً لإقامة شعائر الدين .
( منزلة هذا الحديث فى الدين ) ..
* هذا الحديث عظيم الموقع كثير الفائدة أصل من أصول الدين , قال أبو داود , إنه نصف الفقه , و قال الشافعى رحمه الله هذا الحديث ثلث العلم
؛ و سببه كما قال البيهقى و غيره , أن كسب العبد بقلبه و لسانه و جوارحه , فالنية أحد أقسامها الثلاثة و أرجحها , لأنها تكون عبادة بإنفرادها بخلاف القسمين الآخرين
؛ و لأن القول و العمل يدخلهما الفساد بالرياء و نحوه بخلاف النية ...
( المعنى الإجمالى ) ..
* هذا الحديث العظيم تضمن قاعدة جليلة من قواعد الإسلام , و هى القياس الصحيح لوزن الأعمال , من حيث القبول و عدمه فإن النبى صلى الله عليه و سلم
* يخبر أن مدار الأعمال على النيات فإن كانت النية صالحة , و العمل خالصاً لوجه الله تعالى , فالعمل مقبول , و إن كانت غير ذلك فالعمل مردود .
* ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثلاً يوضح هذه القاعدة الجليلة بالهجرة , فمن هاجر من بلاد الشرك ابتغاء ثواب الله و طلباً للقرب من النبى
* صلى الله عليه و سلم , و تعلم الشريعة , فهجرته فى سبيل الله , و الله يثيبه عليها , و من كانت هجرته لغرض من أغراض الدنيا فليس له عليها ثواب
* و إن كانت إلى معصية فعليه العقاب ..
( فوائد الحديث العقدية ) ..
’ مدار الأعمال كلها على النيات , فتصرفات المكلف تابعة لنيته , فتكون صحيحة إذا كان القصد صحيحاً , و تكون فاسدة إذا كان القصد فاسداً .
’ الحث على ملازمة الإخلاص لله فى كل الأقوال و الأعمال , الظاهرة و الباطنة , و الحذر من الرياء و السمعة و العمل لغير الله فهو محبط للعمل و مانع من الثواب
’ لأن الله سبحانه و تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له , و فى الحديث , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تبارك و تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك
’ من عمل عملاً أشرك فيه معى غيرى تركته و شركه ) صحيح مسلم .
’ أهمية الإعتناء بالقلوب فى إصلاحها و تطهيرها , لأنها محل نظر الله تعالى , و فى الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( فإن الله لا ينظر إلى صوركم و أموالكم , و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم ) صحيح مسلم .
* و فى الختام حرى بمن علم منزلة هذا الحديث و مكانته فى الإسلام أن يجرد نيته فى جميع أعماله و أقواله
* و يجعلها خالصتاً لله تعالى , فكم من عمل عظيم صغرته النية , و كم من عمل يسير عظمته النية ...
" منقول "
|
|