المراد بالطمأنينة التي هي ركن في الصلاة ولا تصح إلا بها، هي: سكون الأعضاء عن الحركة ولو لحظة، وعند بعض العلماء تكون بقدر الذكر الواجب.
فإذا انحنى المصلي للركوع، واستقر لحظة يسيرة، وسكنت أعضاؤه عن الحركة: فقد أتى بالطمأنينة.
وإذا أطال السكون شيئاً ما حتى قال سبحان ربي العظيم مرة واحدة، فقد أتى بالطمأنينة على القول الثاني الذي يجعل وقتها بمقدار الإتيان بالذكر الواجب، فعلى هذا القول: يطمئن في الركوع بقدر ما يقول: (سبحان ربي العظيم) مرة واحدة، وفي الاعتدال منه بقدر ما يقول : (ربنا ولك الحمد)، وفي السجود بقدر ما يقول : (سبحان ربي الأعلى)، وفي الجلوس بقدر ما يقول: (ربي اغفر لي) وهكذا.
وأما إذا كان ركوعه كهيئة المتأرجح، ينحني ثم يرفع بدون استقرار ولا لحظة من الزمن، فهذا لم يأت بالطمأنينة، ولا تصح صلاته، فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل، فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل»، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل» ثلاثاً، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، وافعل ذلك في صلاتك كلها».
صحيح البخاري (757)، صحيح مسلم (397).