السلام عليكم
أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل -
، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا ، فقال له رجل : ما صحاحا ، قال : بالسوية بين الناس ، قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي ، فيقول : من له في مال حاجة فما يقوم من الناس الا رجل ، فيقول : ائت السدان يعني الخازن ، فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا ، فيقول له : إحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم ، فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم ، قال : فيرده فلا يقبل منه ، فيقال له : أنا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ، ثم لا خير في العيش بعده ، أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده.
____
من نبؤوات نبوية هو بعثة المهدي بشيرا للامة موحدا بعد إختلاف و هنا الاعجاز، فمن ارهاصات بعثة المهدي : إختلاف بين الناس و لم يقل أختلاف بين المسلمين فقط بل الناس كافة مؤمنهم و كافرهم و ما حاصل منذ العهد العضوض و ازداد في العهد الجبري.
فالنصارى و اليهود هم طواءف مختلفة بينهم و الادلة كثيرة من القرآن :
وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾
﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾
و في السنة النبوية :
(( إنَّما هَلَكَ مَنْ كانَ قبلكم باختلافهم في الكتاب ))
[ أخرجه مسلم، عن: عبد الله بن عمرو بن العاص ]
(( اقْرَءوا القرآن مَا اْئتَلَفتْ عليه قُلُوبُكُم، فإذَا اْختلَفْتُمْ فَقُومُوا عنه ))
[ أخرجه البخاري ومسلم، عن: جندب بن عبد الله ]
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( ستكون أحداثٌ، وفتنٌ، وفرقةٌ، واختلاف، فإن استطعت أن تكون المظلوم لا الظالم فافعل ))
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي وعليكم بالطاعة وإن كان عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذ، فإن المؤمن كالجمل الأنف حيث ما قيد انقاد ))
[ أخرجه ابن ماجه والحاكم، عن: العرباض بن سارية
___
فالاختلاف هو سنة كونية للتمحيص و التمايز، حتى داخل أمة الاسلام، أخبرنا الرسول عليه الصلاة و السلام بالحذر من الاختلاف في زمن الفتن.
فالاختلاف هو توحد القصد و هو الايمان بالله و نشر التوحيد لكن مع اختلاف السبل و الطرق للوصول للقصد.
اليهود يعتقدون انهم يعبدون الله و هم على الحق، النصارى يظنون نفس الشيء، المجوس، البوذيين ، ....و كل يظن نفسه من اهل الحق.
داخل امة الاسلام هناك 73 فرقة تنتسب للاسلام منها 72 في النار وواحدة فقط هي المحجة البيضاء ليلها كنهارها،
فالمهدي إنما صفة هداية و يهدي الله به الامة و يجمع شملها على المحجة البيضاء و يقضي على الاختلاف و الفرقة و التحزب و التشرذم و تهدأ الفتن.
الأمر الثاني ان بعثة المهدي في زمن الزلازل و هي إشارة قدوم النجم الطارق الممهد لبعثة المهدي و تغير مناخ الارض و جاذبيتها مما يختل الكون و تصبح هناك زلازل و تسوناميات و ارتفاع درجة الحرارة في مناطق جليدية و انخفاضها في جزيرة العرب ، و الامر الثالث ان المهدي يبعث في عز الفتنة الرابعة التي تلطم ديار العرب و العجم، فيزداد الظلم و الجور و القتل...
نسال الله ان يعجل بالفرج لامة الاسلام و يوحد صفوفهم.
الأربعاء نوفمبر 15, 2017 3:03 pm