[center]السلام عليكم و رحمة الله٬
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على نبي الهدى و على اله و صحبه و من تبعه بأحسان الى يوم الدين و بعد٬
لفتت انتباهي مجموعة من المواضيع لأشباه المهدي أو ما يطلق عليهم الموهومون أو المفتونون الخ.. فارتأيت أن ألفت انتباههم بدوري الى شيئ في بضع كلمات مختصرة لعل الله ينفع بها٬
في وقتنا الحاضر و قد لاح ضياء المهدي في الأفق كثر من يعتقدون في أنفسهم أنهم المهدي و تعددت أسبابهم٬ هناك فئة تدعيها لنفسها بينهم دجاجلة و هذا النوع منهم ليسوا محور حديثي و اخرون مرضى روحيين و هم المعنيون بحديثي و ان بدت عليهم أعراضا نفسية و لكنها في الأساس من تسلط الشياطين لأغراض عدة أصبحت معلومة للجميع منها تخذيل الناس و تيئيسهم فاذا ظهر المهدي يكذبه المسلمون و لا يلتفت اليه احد.. الشيطان لعنه الله توعد خلق الله بالاغواء و أعلن الحرب على دين الله لذلك لا غرابة في ظهور مثل هذه الظواهر.. و لكن بما أن معظمنا أصبح مطلع على دوافع الشيطان من تلاعبه بالعباد فانه لا شك أننا سنتساءل عن مصير هؤلاء المرضى بعد ظهور المهدي.. و هنا لابد أن نستحضر الحكمة من وجودهم أولا و التي لم تعد خفية بدورها و هي حكمة اخفاء المهدي و حفظه الى حين ايذان الله بظهوره .. و بما أن لأصحاب تلك الحالات دور قبل الظهور و الذين انقسم الناس بخصوصهم بين غير مبالين بهم و اخرون متهكمين و ساخرين فليس ببعيد أن يجزيهم الله عز و جل على صبرهم بأن يجعل لبعضهم أدوار بعد ظهور المهدي و أقصد هنا المتقون منهم و ليس الذين ركنوا الى الدنيا٬ من الملاحظ أيضا أن أقوى قاسم مشترك بينهم و بين المهدي من بين بقية القواسم الأخرى و الذي تبين بوضوح بعد تواتر الرؤى بشأنه و هو ابتلاء المهدي بسحر أي من المحتمل أنه لم يستثنى من الأمراض الروحية و من هذا المنطلق بعد تدبر نقول اذا كان لابتلاء المهدي نهاية بعد ايذان الله بشفائه و رفع الأسقام عنه ثم اصلاحه في ليلة للقيادة فلا مجال لاستبعاد أن يكون لأشباهه أيضا نصيب و يكون لهم حظ من رفع الابتلاء عنهم و ابطال أسحارهم على الأقل٬ لأن الحكمة من ابتلائهم التي تجلت في اخفاء أمر المهدي عن الأعداء قد زالت و انتفت بذلك أهم أسباب اصاباتهم الروحية و لم يعد هناك سبب لاطالة أمد معاناتهم و لعلهم في فترة الابتلاء قد تمت تهيئتهم أيضا بتزكية أنفسهم و تصفية معدنهم من الشوائب و صلب عودهم .
لعل الفكرة قد وصلت لمن يعاني من الابتلاءات و يخشى ألا يكون له حظ من المهدوية فيبقى على حاله غارقا في الماسي و الأحزان٬ لا تحزن فان رحمة الله وسعت كل شيئ و سيشفيك الله باذنه تعالى ان صدقته و سعيت اليه باخلاص و ليس لغرض دنيوي كالمهدوية فلم يأمرنا الله بذلك علما أن بظهور المهدي سيضعف الله كيد الشياطين ان شاء الله .
تدبروا قوله تعالى : ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة/40.
أما بالنسبة للمعافين٬ فليس من الحكمة في شيئ الخلط بين المرضى و الدجاجلة و لا بين الذين وقعت عليهم مجموعة من الصفات و بين الذين أسقطوها عنوة على أنفسهم لهوى نفس أو مصالح دنيوية .
و الحمد لله رب العالمين
المصدر هنا
_________________
( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )