منكروا خروج الدجال!!
قديما أنكر خروجه بعض الفرق الضالة كالمعتزلة والجهمية..
وممن أنكره من المحدثين:
الشيخ محمد عبده(1): وقال:<<الدجال هو كناية عن الخرافات والدجل والشعوذة>>(2)
محمد فهيم أبو عبيدة(3): في تعليقه على أحاديث الدجال في الكتاب الملاحم لابن كثير(4) قال:{ هذا انتشار الفساد والشر}
قال بعضعهم :
سيظهر لكن ليس معه فتن لاجنة ولا نار منهم العلامة محمد رشيد رضا(5)- وهو صاحب عام وفضل ولكنه أخطأ في هذه المسألة – والتكذيب بشيء من أشراط الساعة خطأ فادح
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :<< خطب عمر بن خطاب رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه فقال:ألا إنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم وبالدجال وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا>>(6)
وقولة <يكذبون بالرجم>:أي ينكرون رجم الزاني المحصن
قولة<وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا>::أي ينكرون الشفاعة لقوم من الموحدين دخلوا النار بأن يخرجوا منها
وأختم الكلام عن الدجال بذكر خمس مسائل:
1. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<<ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟! الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل>>(7)
فالرياء أمره خطير وهو أن يعمل الإنسان العمل الصالح يقصد به نظر الناس وثناءهم وهو شرك خفي محبط للعمل ويقال لأهل الرياء يوم القيامة اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟(
2. عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال:الأئمة المضلون>>(9)
وأئمة الضلال وقادته خطرهم على الأمة عظيم فإذا كان رأس الناس المؤثر فيهم ضالا ضل من تحته وأئمة الضلال قد يكونون أئمة في الدنيا كالملوك زالأمراء والوزراء وقد يكونون في الدنيا كالعلماء والدعلة فإذا تصدر على الناس القادة الضالون فسد أمرهم جميعا
3. عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<< لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوءهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال>>(10)
فظهر أن حركة الجهاد في الأمة حركة متتابعة وأن أولها وآخرها بعضها مع بعضها ولا ينقطع الجهاد حتى يقاتل آخر الأمة الدجال
4. الثبات في الفتن أصل من أصول الشريعة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لما دكر فتنة الدجال:<<يا عباد الله فاثبتوا>>(11)
وألا نشعر بالتشاؤم وفقدان الثقة من أحاديث الفتن بل نحرص على الازدياد من الإيمان والثبات
5. نلحظ من حديث الدجال وغيره أن القتال آخر الزمان يكون بالسلاح الأبيض وهو السيوف والرماح والخيول(12).
(1) هو محمد عبده بن حسن من آل التركماني مفتي الديار المصرية في عصرة توفي بالأسكندرية سنة 1950م ودفن بالقاهرة انظر الأعلام للزركلي(6/252)
(2) نقله عنه صاحب “تفسير المنار(3/317)
(3) محقق كتاب ابن كثير (النهاية في الفتن والملاحم)
(4) انظر (1/118-119)
(5) هو محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني البغدادي الأصل الحسيني ولد ونشأفي القلمون (من أعمال طرابلس الشام) وتعلم فيها وفي طرابلس ,ثم رحل إلى مصر سنة1315ه فلازم الشيخ محمد عبده وتتلمذ له توفي في سيارة كان راجع بها من السويس إلى القاهرة ودفن بالقاهرة.أشهر آثارة مجلة (المنار) أصدر منها 34 مجلدا و(تفسير القرآن الكريم) اثنا عشر مجلدا ولم يكمله .انظر الأعلام للزركلي(6/726)وكلامه عن المسيح الدجال مذكور في تفسير (المنار)(9/490)
(6) رواه أحمد في مسنده وفي سنده مقال
(7) رواه أحمد وابن ماجة وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(27)
(
رواه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(1/102) ورجاله رجال الصحيح
(9) رواة أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم(1989)
(10) رواه أحمد وأبو داود من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي
(11) رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان
(12) وقد تقدم تفصيل ذلك في العلامة رقم(109)