المنام إن صدق فهو يبين ان الامام المهدي لم يتم إصلاحه لحد الان في ليلة و هذا يهدم كل اجتهادات سابقة، منذ سنين بعض الناس في تيه ينشرون عمدا او جهلا ان المهدي تم اصلاحه و كل رمضان ياتي يؤكدون اصلاحه و يرجمون بالغيب ان ليلة الاصلاح هي ليلة القدر : اوهام الواهمين و عبث العابثين بما تبقى من النبوة !
نصيحة لكل مسلم بتقوى الله فيما ينشر و البعد عن الرجم بالغيب او استنباط احكام شرعية من رؤى ظنية الثبوت او اادلالة.
و هذا المنام يظهر لنا أمرا ما وقفت عليه في الاحاديث و الأثار و الله اعلم ان هناك سبعة سيتم إصلاحهم أيضا. يبقى التساؤل هل السبعة هم العلماء السبعة الذين سيجتمعون في الحجاز لبيعة المهدي او هم اصحاب المهدي السبعة
ما أميل له هو ان المقصود هم العلماء السبعة لان الله سيلهمهم و يهيؤهم لمهمة صعبة و هي بيعة المهدي الخاصة باهل الحل و العقد.
و هذا المنام يعطينا تفسيرا ظنيا لمدلول الاصلاح الذي يتعدى اصلاحا نفسيا او جسديا او روحيا او شرعيا بل القاسم المشترك بين المهدي و العلماء السبعة هي الاعداد لتحمل مسؤولية عظمى.
المهدي المنتظر يصلحه الله في ليلة، فعن علي بن أبي طالب عليه السلام، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة)رواه ابن ماجة، وابن أبي شيبة ، وصححه الشيخ أحمد شاكر.
يقول د.محمد المبيض
الإصلاح من جهة يراد به تهيئة المهدي رضي الله عنه للقيام بأعبـاء قيادة أمة والإمامة العظمى ،فالإنسان قد يكون صالحاً في نفسه ، لكنه لا يكون كفؤاً لإصلاح أمة أو قيادتها ، وهذا معلوم فإن قيادة أمة يتطلب مؤهلات كثيرة ، خاصة إذا كانت هذه الأمة غارقة في الفتن والمتاهات والضلالات وتسلط الغير عليها ، ففي مثل هذه الحالة لا تحتاج الأمة إنساناً صالحاً فقط ليرشدها سبيل النجاة مما هي فيه فقط ، بل تحتاج قائداً ملهماً تتوفر فيه كل مؤهلات القيادة لكي يستنقذها مما هي فيه ؛ لذا المراد بالإصلاح هنا تأهيل المهدي بكل مؤهلات القيادة التي تتناسب ومقام الإمامة العظمى للأمة ،
الشاهد المهدي يحتاج اصلاحا تاهيليا لقيادة الأمة و العلماء السبعة يحتاجون إصلاحا روحيا ليكونا ربانيين لا علاقة لهم بالسلاطين او مضلين او فتانين من اعوان الدجال انما علماء لاعلاء كلمة الله و نصرة الدين.
و الجزء الثاني ان حب الله لعباده الاولياء الصالحين يزرع لهم القبول في الارض.
و المهدي شيخ الاولياء يرضى عنه أهل السماء و الارض.
قال الله تعالى
"..... فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
و الله اعلم.
_________________