السلام عليكمقال ابن الحجر في فتح الباري: وأما الذي يدعيه فإنه يخرج أولا فيدعي الإيمان والصلاح ثم يدعي [ ص: 98 ] النبوة ثم يدعي الإلهية كما أخرج الطبراني من طريق سليمان بن شهاب قال " نزل علي عبد الله بن المعتمر وكان صحابيا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدجال ليس به خفاء ، يجيء من قبل المشرق فيدعو إلى الدين فيتبع ويظهر ، فلا يزال حتى يقدم الكوفة فيظهر الدين ويعمل به فيتبع ويحث على ذلك ، ثم يدعي أنه نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه ، فيمكث بعد ذلك فيقول : أنا الله ، فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم ، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان
12518 - وعن سليمان بن شهاب قال : نزل علي عبد الله ابن معتم ، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " الدجال ليس به خفاء ، إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع ، وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم ، فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة ، فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويحب على ذلك ، ثم يقول بعد ذلك : إني نبي ، فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه ، فيمكث بعد ذلك حتى يقول : أنا الله ، فتغشى عينه ، وتقطع أذنه ، ويكتب بين عينيه كافر ، فلا يخفى على كل مسلم ، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى وهذه الأعاجم من المشركين ، ثم يدعو برجل فيما يرون فيؤمر به فيقتل ، ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدة ، فيفرق بينها حتى يراه الناس ،ثم يجمع بينها ، ثم يضرب بعصاه فإذا هو قائم ، فيقول : أنا الله الذي أحيي وأميت ، وذلك كله سحر يسحر به أعين الناس ليس يعمل من ذلك شيئا " . رواه الطبراني وفيه سعيد بن [ ص: 341 ] محمد الوراق وهو متروك .
___
1- مرحلة الدعوة و الإصلاح الاسلامي :
الشاهد المسيح الضليل ليس بالسهل خبيث من اصل يهودي فهو مدعي الاسلام يبدأ مرحلة الصحوة الدجالية في عز الفتوحات المهدوية، يخرج من المشرق من اصفهان / خراسان للدعوة لدين الله كمجدد للامة دينها يصعد المنابر و يحث على الجهاد و هنا خطورته فهو يخرج عدوا للمهدي اولا مادام ان الامام عليه السلام هو مجدد للامة دينها في القرن 15،
بعد اجتماع الناس حوله و شهرته و تاثيره في العوام و الجهال،
ملاحظة : في مراحل دعوته للاسلام و إدعاء النبوة، يكون الدجال انسانا عاديا سليم الوجه و الجسد و لا تظهر عليه اي علامات المسخ او في جبهته الكفر. و هنا مكمن فتنته العظمى !
يمر للمرحلة الثانية و هي ادعاء النبوة !
سئل الشيخ العثيمين هذا السؤال :
ما هي دعوة الدجال وما يدعو إليه؟
فأجاب رحمه الله :
ذكر أنه أول ما يخرج يدعو إلى الإسلام ويقول: إنه مسلم، وينافح عن الإسلام، ثم بعد ذلك يدَّعي النبوة وأنه نبي، ثم بعد ذلك يدعي أنه إله! فهذه دعوته نهايتها بداية فرعون وهي ادعاء الربوبية.
_____
خطبنا رسول الله فكان أكثر خطبته يحدثنا عن الدجال و يحذرناه و إنه يبدأ فيقول : أنا نبي و لا نبي بعدي ثميثني فيقول : أنا ربكم و لن تروا ربكم حتى تموتوا و إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 429
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية: وأول خروجه يدعي الإيمان والصلاح ويدعو إلى الدين فيتبع ويظهر فلا يزال حتى يقدم الكوفة فيظهر الدين ويعمل به فيتبع ويحب على ذلك، ثم يدعي الإلهية، فيقول أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذناه ويكتب بين عينيه كافر، فلا يخفى على مسلم، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال ذرة من الإيمان ـ هكذا رواه الطبراني.
____
2- مرحلة إدعاء النبوة :
ما توصلت و هو اجتهاد ظني، ان الدجال الخبيث لا يدعي انه نبي الاسلام لانه يعلم مسبقا ان الرسول عليه الصلاة و السلام خاتم الأنبياء، فلو دعا لنبوة في الاسلام لما اتبعه اليهود و النصارى !، انما هو خبيث سيدعي أنه المسيح عيسى عليه السلام لسبب هام ان الكون كله ينتظر نزول عيسى عليه السلام بالنسبة للمسلمين و نفس الامر لباقي ملة المفر خاصة النصارى و اليهود ينتظرون مخلصا اسمه ميشيا ...
عند ادعاؤه النبوة، سيفارقه كل ذي عقل سواء كان مؤمنا او مبتدعا...
بعد نفور المؤمنين منه، سيتبعه اولا اليهود 70.000 لانه سيعلمون انه يهودي الاصل و يبشرهم انه " ميشيا المخلص " حسب معتقداتهم و يتبعه المجوس و اهل الشرك كافة.
في هذه المرحلة فهو أعلن العداء للمهدي مجدد للامة دينها و لعيسى عليه السلام الذي يعد من اشراط الساعة الكبرى، هذا أحد التفسيرات الهامة لماذا حذر منه كل الانبياء فهو سيفتن البشرية كلها بدهاء و خبث
لو رجعنا لحديث قدوم الدجال للمدينة،
فقد قال الحاكم في المستدرك (4/543)
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: " يَوْمُ الْخَلاصِ، وَمَا يَوْمُ الْخَلاصِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ "، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَوْمُ الْخَلاصِ؟ فَقَالَ: " يَجِيءُ الدَّجَّالُ، فَيَصْعَدُ أُحُدًا، فَيَطَّلِعُ، فَيَنْظُرُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: أَلا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْقَصْرِ الأَبْيَضِ، هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مَنْ نِقَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا، فَيَأْتِي سُبْحَةَ الْجُرُفِ، فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ، ثُمَّ تَرْتَجِفُ الْمَدِينَةُ ثَلاثَ رَجَفَاتٍ، فَلا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلا مُنَافِقَةٌ، وَلا فَاسِقٌ وَلا فَاسِقَةٌ، إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَتَخْلُصُ الْمَدِينَةُ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلاصِ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
و في القرآن نجد : " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6)
____لو حللنا الحديث و الاية القرانية فالدجال هنا سيضلل اتباعه من اليهود و النصارى انه يخاطبهم امام المدينة على اساس انه عيسى عليه السلام ، فيقول لاتباعه هذا مسجد أحمد الذي بشرت به في قرآن المسلمين ! فيفتتن الاعراب و النساء.___3- المرحلة الثالثة : إدعاء الربوبية : لاستمالة النصارى سيمر الدجال لاخر مرحلة و هي كشف زيفه بان يدعي انه الله، فيؤمن به النصارى على اساس انه عيسى الابن و الرب كما في معتقداتهم الفاسدة و يتبعه اليهود على اساس انه المخلص الذي ياتي اخر الزمان لاستعادة مملكة اسراءيل و القصاص من اعداء اليهود.في هذه المرحلة يمسخ الدجال فتطمس احدى عيونه و تصبح الاخرى طافية و تقطع أذنه و تكتب بين عيونه كافر او كفر فيفر منه المسلمون لكن بسبب الخوارق سيثبت في فتنه اليهود و النصارى و كل اهل البدع و اهل النفاق و كل مهزوز في عقيدته و اي واحد شاكك في ايمانه سيهتز امامه .و الله اعلمنعوذ بالله من فتن الدجال.____