ينتهي شعبان ويبدأ رمضان الخير بإذن الله تعالى مع مغرب يوم الخميس، وهذه الساعات القليلة بين عصر ومغرب يوم الخميس هي أهم ساعات في حياتك قبل دخول شهر رمضان، فهي الساعات التي تحدد فيها انطباعك عن رمضان في سجلات الملائكة، نعم لا تتعجب، فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون» صحيح البخاري (3223).
فتأتي الملائكة في صلاة العصر، وتكتب أسماء الذين صلوا العصر، ويعرجون إلى المولى عز وجل، فيسألهم وهو أعلم بهم، وإنما إظهاراً لشهادة الملائكة لبني آدم بالخير، فكم من الخير ينتظرك عندما تُمهي شعبان بشهادة الملائكة لك بالخير، وتبدأ رمضان بهذا الوسام الرفيع، كما أن هناك فضل آخر، وهو أن عملك سيرفع وأنت على طاعة، فعن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تعرض الأعمال على الله عز وجل يوم الاثنين والخميس، فيغفر الله إلا ما كان من مشاحنين، أو قاطع رحم» المعجم الكبير للطبراني (409).
وحينما سئل عن شهر شعبان قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين» مسند أحمد (21753).
فلنغتم هذه الساعات القليلة الباقية في شهر شعبان، بالطاعات وقراءة القرآن والأذكار وخاصة الاستغفار، قال الإمام بكر بن عبد الله المزني: إن أعمال بني آدم ترفع، فإذا رفعت صحيفة فيها استغفار، رفعت بيضاء، وإذا رفعت صحيفة ليس فيها استغفار، رفعت سوداء. ذم الهوى لابن الجوزي (216).